تمّ وضع الخريطة الأوضح حتى الآن والتي توضح كيفية تحكم الجينات بالخلايا لجعل أجسامنا تعمل، ربما تساعد هذه الخريطة في تسريع تطوير العلاجات القائمة على الجينات.
تحتوي كل خلية في الجسم على نفس الشفرة الوراثية ولكن الجينات التي تنشط أو "يتم التّعبير عنها" في الخلية تعتمد على وظيفة تلك الخلية سواء كانت خلية عصبية أو خلية دم حمراء. حيث يتم التحكم بالجينات التي تظهر أو تنشط في الخلية بواسطة قطع صغيرة من الجينوم تدعى المعززات والمحسنات.
لقد كشف الإتحاد الدولي للباحثين المعروف باسم (FANTOM)، بقيادة معهد "RIKEN" في اليابان، عن المعززات و المحسنات التي تستخدم في كل نوع من أنواع الخلايا. من خلال النظر في أكثر من 800 عينة من الأنسجة البشرية والتي تغطي تقريباً جميع أنواع الخلايا، حيث وجد الباحثون 44000 من المحسنات و 180000 من المعززات التي تتحكم ظهور الجينات.
قام الفريق بجمع بيانات الخريطة من الدراسات التي تقارن الجينوم بين المرضى والأصحاء. ما يدعو إلى الدهشة هو أنّ الطفرات المرتبطة بالمرض تحدث في كثير من الأحيان في الـ(DNA) المسؤول عن المحسنات والمعززات وليس في النسخ الجينية نفسها. يقول عالم الوراثة توماس بريس من الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا والذي لم يشارك مع FANTOM، أن هذه المعرفة "تبث حياة جديدة" في جمعية (GWAS) لأنه حتى الآن لا يعرف الباحثون كيفية تفسير النتائج إلا إذا كانت الطفرة المحددة هي في التنوع الجيني فقط. كما يصف الخريطة بأنها بمثابة فهم جديد وعميق لوظيفة المحسنات و المعززات.
والأمل هو أن يقوم الباحثون في جميع أنحاء العالم بمحاولة حصر الطفرات الوراثية في المعززات و المحسنات التي ترتبط فعليا بالمرض و تصميم علاجات لاستهدافها. يقول هاياشيزاكي أنّ مجموعة (FANTOM) قد استخدمت تلك البيانات بالفعل للعثور على أنماط التعبير الجيني التي تتنبأ بانتشار سرطان القولون، و سوف تنشر هذه النتائج قريباً. وأضاف أنه يعتقد بان النتائج يمكن أن تساعد المرضى للحصول على علاج في غضون ثلاث سنوات.
المصدر:
http://www.newscientist.com/article/dn25300-map-of-how-dna-controls-cells-may-boost-gene-therapies.html